فن

الفن اللحجي..مشروع جمالي صاغه الرواد بالكلمة العذبة واللحن الندي

باسمي وباسم مكتب الثقافة بمحافظة تعز، أحيي مبادرتكم القيمة للاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية، هذا اليوم الذي يُمثل مساحة لإحياء الذاكرة اليمنية الجمعية، واستدعاء للهوية من بوابة الفن، وبهذه المناسبة، يشرفني أن أتحدث عن واحدة من أبهى المدارس الغنائية اليمنية: المدرسة اللحجية.

الفن اللحجي قبل ما يكون لون غنائي، هو مشروع جمالي متكامل، صاغه الرواد بالكلمة العذبة واللحن الندي والرقص الجميل، واستقاه الناس من نكهة المكان، من بساتين الحوطة، ومن ندى صباحات لحج، ومن بساطة الإنسان هناك.

المدرسة اللحجية تميزت بشِعرها العاطفي الرقيق، وباللحن القائم على التطريب العذب، والميل إلى المقامات الشرقية، ما جعلها مدرسة قريبة إلى الروح، بلمستها الصوفية أحيانًا، والشاعرية دائمًا.

ومن أبرز روادها:

الشاعر الكبير الأمير أحمد فضل القمندان الذي يُعد الأب الروحي للأغنية اللحجية، وملحنها الأول من روح البيئة اللحجية.

الفنان صالح فقيه، وفضل محمد اللحجي، والأمير عبده عبد الكريم، والعظيم فيصل علوي وعبد الكريم توفيق وحسن عطاء ومحمد صالح حمدون وعلي سعيد العودي ومهدي درويش وغيرهم من الأسماء التي تركت أثرًا لا يُمحى في وجدان اليمنيين، كما لا ننسى أن المدرسة اللحجية كانت أيضًا نقطة عبور مهمة لعدد من الفنانين الكبار الذين تغنوا بكثير من ألحانها ومفرداتها، وجعلوها تصل إلى جمهور أوسع.

إن المدرسة اللحجية، إلى جانب المدارس الصنعانية والحضرمية والعدنية والتهامية، تشكل فسيفساء الفن اليمني، وهي شاهدة على عبقرية الإنسان اليمني حين يُبدع من مفردات بيئته ما يصبح تراثًا وطنيًا خالدًا.

أحييكم مجددًا على هذا الجهد الرائع، وأتمنى أن يكون هذا العمل إضافة نوعية في مسيرة توثيق الفن اليمني وتقديمه بصورة تليق بتاريخه وأصالته.

عبدالله العليمي

مدير مكتب الثقافة في محافظة تعز
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock