ادببروفايل

أيوب الشعراء وروائعهِ الشعرية

كتب مروان باردمان

للشعر أيوب،وللفن أيوب،وللنضال أيوب، وللكفاح أيوب،كما هو للصبر أيوب.
أيوب موجود في كل إنسان، وفي كل إنسان يوجد أيوب.
أيوب عنوانٌ للصبر،وتمثال للمعاناة ومثالٌ للعزيمة والإصرار، ورمز للشجاعة وعدم الإستسلام.

أيوب المقصود هنا والذي سأتحدث عنه في تقريري هذا هو الشاعر أيوب محمد حسن حسين من وادي رماع
ناشط حقوقي وأجتماعي في منظمات المجتمع المدني
ولد في المدينة المنورة في 24/2/1975م
ويعد أحد الكوادر التعليمية لأبناء فئة أحفاد بلال(المهمشين)
كان أحد مؤسسي حلقات تحفيظ القرآن الكريم بجمعية هائل سعيد أنعم في المدينة السكنية البعرارة تعز

فالكثير منا لا يعرف هذا الشاعر ولم يسبق للإعلام أن يُعرف الناس به ويسمعهم من روائع قصائده الجميلة المقتبسة من واقعه المعيشي وحياته البائسة تحت ظلام معتم ومخيف.
فخلف كل قصيدة يكتبها حكاية ومعاناة ورحلة مع الألم يترجمها بأبيات من القصيد سنطلعكم على أبرز قصائده الشعرية والبداية ستكون من قصيدة مطلعها يقول: أنا ليس لي وطنٌ ولستُ بلا وطن.
وتعتبر هذه القصيدة هي واحدة من أجمل القصائد الشعرية التي تعبر عن حجم المعاناة وكمية الإستياء الذي عاشها الشاعر على مدى سنوات طويلة وتجارب كثيرة خاضها وسط تحديات كبيرة أخرجت منه إبداع لا مثيل له فدعونا نطلعكم على أبيات هذه القصيدة فتمعنوا بقراءتها جيداً وأستمتعوا بعذوبتها ثم أدعوا لصاحبها الذي يصارع الحياة ويرقد حالياً في أحد المستشفيات نأمل منكم الدعاء له بالشفاء العاجل ونسأل الله أن يستجيب منكم دعواتكم.

فنص هذه القصيدة يقول:
أنا ليس لي وطنٌ.. ولستُ بلا وطنْ..
يمنيْ ولستُ من اليمن..
لغزٌ أنا .. من كُثرِ ما فكرتُ بي.. أكادُ في وطني أجنْ..
فلستُ مجهولَ الهويةِ في اليمن..
ولست معروفًا أنا منْ.. وابن منْ؟!
لأنني لا مالَ لي فيها.. أعبأُ منه في داري خِزَن..
كلا ولا ليلى تجولُ بيَ الشوارعَ في سباقِ معِ الزمنْ..
وليسِ لي في الجيبِ نقالٌ كلما أشتاق مسؤول إلى صوتي يرنْ..
أنا ليس لي في الأصلِ دارٌ غير أرصفة الشوارعِ لي وأولادي سكنْ ..
أنا في اليمنْ..
ما أعتادَ أولادي على شربِ العصائرِ واللبنِ..
لكنهم يتجرعونَ معي كؤوسَ الذلِّ دومًا والمحنْ..
فليس لي ولهم على أرضِ السعيدةِ من ثمنْ..
وأخاف يومًا أن أموتَ وليس مال على أرض اليمن..
فتُحَاكَ لي من أي مزبلةٍ قراطيسَ الكفنْ..

وهذه القصيدة ليست الوحيدة وأنما هي واحدة من بين عشرات قصائد الشاعر أيوب محمد حسن بل إحدى روائعه الجميلة.
ومن قصائده أيضاً قصيدة تحمل عنوان (نفسي أعيش)
قصيدة لا تختلف كثيراً عن القصيدة الماضية من حيث المعاناة فهي تتحدث عن القضية ذاتها لكن بصيغة مختلفة وأسلوب مختلف.
فهي القصيدة الوحيدة التي تم تصويرها فيديو والموجودة في الفيس بوك.
لذلك لم نكتبها هنا إختصاراً للوقت وضيق المساحة.

للشاعر أيوب أيضاً قصائد أخرى أبرزها قصيدة يقول فيها:
غَنِّي لِشَعْبِي يَا أَصَالَةْ
غَنِّي مِشْ أَنَا لَيْلَى وغَنِّي اسْتِحَالَةْ
غني لشعبي في الجنوب الحر من وطن حزين وفي شماله
غَنِّي لِكُلِّ الجَائِعِينَ البَاحِثِينَ عَنْ الرغيف فِي بَرَامِيلِ الزُّبَالَةْ
واحذري أن تسالين باكياً منا رأيتِ دمعه ينساب ماله
فهو لا يبكي عذوبة صوتك كلا ولا شوقاً لوصلك ياغزاله.
إنما يبكيه فينا الخوف من أن يقتل الجوع عياله.
نحن نبكي يا أصالة من فساد لم يعد يقوى الغني ولا الفقير على إحتماله.
أه لو يوماً رأيتِ كيف في الأكواخ نحيا يا أصالة.
لملئتِ وجه من أهداك فيلا بالبصاق ولقدمتِ من الفن إستقالة.
ولعنتِ من أضافوك وأطلقتِ عليهم وعلى حاكمنا إسم حثاله.
أه لو يوماً علمتي بكم الكبريت والملح لثرتِ في بلادٍ كل من فيها يعانون البطالة.
ولأظهرتِ بشتم الحاكم الغارق في الظل بسالة.
وأتهمتِ كل من والاه منا بالنذالة.
ولما أسمعتنا من أغانيك الجميلة كلها غير إستحالة
هذه القصيدة تعد من أقوى قصائده الشعرية التي تحاكي واقع المهمشين ككل والقليل من أبناء الطبقات الأخرى الذي يسودهم الفقر والجوع والبطالة في اليمن، وهناك العديد من القصائد الأخرى، ومنها قصيدة شهيرة تم الإستعانة بها في فلم هوية مجروحة للمتألق عصام العبسي.

وقصيدة أخرى أستعان بها الأستاذ بديع المخلافي أثناء مشاركته في إحدى المسابقات العالمية التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان وحصل على أثرها جائزة الملك عبدالله الثاني ملك مملكة الأردن.

أبرز قصائده:
قصيدة (موت نورة)
قصيدة( بينكم جوعاً أموت)
قصيدة (بكاء في ليلة العيد)
وغيرها من القصائد

مروان باردمان

كاتب يمني
زر الذهاب إلى الأعلى