ذاع صيت هاني الشيباني وبدأ يكتسح الساحة الفنية يمنيًا وعربيًا عندما اتجه لوحده من بين كل فنانينا هذا الجيل من اليمنيين تجاه تجديد الأغاني، احتذى أسلوبًا خاصًا به، غير متماشٍ مع النمط السائد فكان هاني هو فنان اليوم الذي نعرفه.
غيّر هاني في البداية من شكله فظهر كشخصية كاريزمية وهذا الأمر بالضرورة مهم اتساقه مع جمالية ورسالة الفن، مثلما نجده اليوم لا مبحشم بعلف القات، ولا ذائع بذاك التكرار الغنائي النمطي الذي لا يطاق، نجد أيضًا أن هاني تفوق على عديد من الفنانيين اليمنيين، لم يظل أسيرًا للعود بعد أن خرج مبكرًا من الخيمة التي فيها الخيبة، وطار نحو الأفق المفتوح، تجاه المسرح.
أنا مع التجديد، وليس شريطة أن يكون كهذا أو كذاك، ليس كما نريد، التجديد لا شروط له بحسب من يريدون
تقويضه أو من لا يريدونه حتى، هو كالإبداع، والإبداع لا شروط له، المستعين بالتجديد اليوم، هو كائن حداثي، من هواجسه المدنية ذات القيمة أن يواكب ما صارت إليه بعض الدول المتقدمة، ومطلوب منا شخص حداثي شكلاً ومضمونًا، مثلما مطلوب منا التجديد بدلاً من الركود والنسق المعتاد الذي لا فائدة ولا انتباه يحققه للكائن البشري، صاحب أهم الهواجس والنقلات المثلى التي تصبو للتحديث والتطور، منذُ أن كان بدائيًا إلى أن صار في شكله اليوم.
لقد استطاع هاني أن يكون ابن زمننا، وصال وجال، وحقق شهرته، ليس على حساب الفن، بقدر ما أضاف له، وليكن ما أضافه هذا النقلة التي قفزت به من خيم الأعراس والمناسباتية إلى المسرح أمام جمهور يخدره إن كان من تخدير هنا بالفن وروعة الأداء.
علينا أن نرحب بكل جديد ومتجدد، لا نباري من الآن بأذواقنا الرديئة والمقوضة خطوات البعض من الفنانيين والمثقفين في درجات سلم النجاح المنشود، لأن رضا الناس – كما يقول المثل القديم ويصح علينا – هو غاية لا تدرك، والأذواق مختلفة، وبعضها لا تنجم عن خبرة بل عن طباع وعداوات.