الأنثى كائنٌ فني بامتياز…فاطمة والفن توأمان ولِدا من رحم الجمال والألم معًا؛ أحب هذه الفنانة، ويرشقني صوتها الدافئ، وبثمة نداء يجعلني أسلم معه له روحي ومعه وله أرحل، وكم هي رحلة تقود إلى أخرى، الفن، نعم الفن
خصوصًا عندما نجده متسقًا في واقعنا نحو الحياة التي أولها خطوة في الألف ميل التي آخرها خطوة أيضًا.
وفاطمة مثنى كانت قد مضت للأمام، واثقة الخطى. لم تكن حينها مكبوحة تلقاء نفسها مضت، ولم تكن قد أخافتها سلطة الدين وثقافة العيب أو قيدوا من حريتها وحقوقها، لا سلطة الذكورة، ولا أشياء أخرى، حاصرت
فاطمة ومنعت الصوت منها، أن يصلنا، لقد انتصرت، بلا سلاح بلا دم، صوت فقط، اسمعوا لها، اسمعوا كيف انتصرت.
انتصرت حتى لكل أنثى، للفن اليمني، على الأقل قالت بصوتها الحر الأنثى أيضًا حاضرة في المجال العام وتقدر فنيًا على مواكبة كل جديد، لولاها وأخريات، كان سيظل الفن محصورًا على الرجال، وكم كانت ستتبلد حياتنا الفنية والثقافية نحن اليمنيين.
لكن فاطمة مثنى واصلت سيرة الفنانات اليمنيات العظيمات أمثال تقية الطويلية ومنى علي
تمشي معها من جانب آخر وتشاركها الخطوات بلقيس أحمد فتحي وجمانه جمال.
في المشهد العربي دون خصوصية يمنية أحيانًا، لكن فاطمة هي الفنانة التي منها كل خصوصيتنا اليمنية
إنها تمثلنا..ابنة الحال الفقير للواقع اليمني، الواقع الفقير من كل شيء، إلا من المبدعين. في الفن والثقافة والعلم.
كانت فاطمة مثنى قد أجرت سابقًا حوارا فنيًا نشرناه على منصة ريشة الفنية، أول منصة متخصصة في اليمن، تعنى بهذا الجانب، لم نزد كلمة إلا وردت خلال الترحيب في رسائل الوصول إليها، دأب إنتاجنا للمادة، فاطمة مثنى متواضعة جدًا، أرادت المجد لنا، وليس علينا، افهموا هذه فقط، هي نجم مضيء في فضاء سابح، وإطلالتنا على كل العرب.
منذُ ذلك اليوم وأنا أعهد أن أكتب عن فاطمة بهذه المشاعر كما تريد لغة المشاعر وليس كما أريد أنا، لكني كنت أتعثر، والكتابة أحيانًا أبوية، لكني اليوم سأجعلها أنثوية إلى حد ما، حد كسر اللغة فأقول أنتي فاطمتي وفاطمتنا جميعًا.